مجّانا زرعتم... قطفنا ذهباً.

01-09-2021
ما من إنسان إلا ويتمنّى أن يكون شيئاً مهمّاً في هذه الحياة، لكي لا ننسى الأفاضل نقول لهم: أعطيتم الأجيال صنّارة لصيد الإنتصارات، حتى إلتصَقت أريج الأزهار بأيدي اللاعبين واللاعبات، أعطيتم بِصَمْت ولم تتشاوفوا على ما قدّمتم. أعطيتم بمحبّة دون شروط ومنّة، وقلّة مِن الحسّاد رشقوا على شجركم الحجارة، فرميتم عليهم الثمار، كنتم مؤتمنين على إتحادات والعاب رياضية بقدر من المجانية وبكثير من الإيمان، زرعتم ألأمانة فحصدتم ألثقة، زرعتم الطيبة فحصدتم الأصدقاء، زرعتم ألتواضع فحصدتم ألأحترام، كنتم أغنياء في أعمال صالحة وأسخياء في التضحية حتى على حساب عيالكم، فكانت هي الطريقة الفضلى التي من خلالها نظهر للرب تعالى شكرنا وعرفاننا على هذه النعمة، قمتم بتنمية الإنسان الفرد وصولا لتنمية المجتمع. ها نحن اليوم نؤكد انه لن يضيع عطاء وتضحية من قلوب مُحبّة لإنسانية الإنسان.
قصَدنا بهم لا حصراً: شربل سلامة والياس حنا وزينا دريان في التزلج على الثلج، طالب ماجد ومحمد شرف في الجمباز، سليم الحاج نقولا وميشال رزق الله في كرة الطاولة، نقولا غلام وايلي عبد الأحد في الكرة الطائرة، منتخب لبنان للتنس المؤهل الى المجموعة العالمية لمسابقة كأس دايفيس، عبد الله عاشور في كرة اليد، سهيل سعد وزياد ابو عراج في سلاح المبارزة، انطوان سبعلي ونبيل شويري في العاب القوى، طارق ابو الذهب ومكسيم شعيا في الدراجات الهوائية، انطوان زايك وجورج نصير في الكونغ فو، موريس صحناوي (باغيرا) وجو هندي في سباق السيارات، جهاد الحسيني وروبير برنس في الغولف، جورج ناضر في إتحاد الجامعات، مارون خليل في الألعاب التراثية التقليدية، مي الخليل في ماراتون بيروت، حبيب ظريفة ومارك حرب في التايكواندو، غيرهم وغيرهم والمساحة لا تسمح لتعدادهم.
لذا ، كنتم حذرين مما تزرعون لتحصدوه غدا، وعلى قدر عطائكم قطفوا الثمار، فها هي ثماركم رَفعت إسم اللعبة والوطن في كلّ مَحفل ومناسبة، فالسبّاح منذر كبارة إبن صرح مون لاسال ألذي عزّز رقمه الأولمبي ومكّنه التأهل مجدداً لبطولة العالم 2021، وأيضا تأهّل شابات كرة اليد إلى بطولة العالم، والبرونزيتين الآسيوية في التايكواندو لـ آنا حداد وراي الراعي، ودانيال خوراسانجيان الذي تميّز في التحكيم في أولمبياد طوكيو 2020 بشهادة كل الرسميّين، والمتزلج ايلي طوق ألذي حقّق إنجازا خلال مشاركته في بطولة العالم في المانيا، ألذي ضَمَنَ تأهّله للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ألتي ستقام في الصين في العام 2022، كما سيدات لبنان اللواتي أحرزن المركز الأول في الترتيب العام النهائي لبطولة الدول الصغرى في التزلج الألبي وألتي أقيمت في مونتينيغرو هذا العام، هو إنجاز جديد للإتحاد اللبناني للتزلج.
وثلاثة ميداليات برونزية في البطولة العربية الـ 22 لألعاب القوى في تونس 2021، بيسان وسام شيري سابعة العالم لعمر تحت 11 سنة، مصطفى الحاج من نادي التعاضد بيروت ألذي أحرز فضية المتوسط لما دون 17 سنة ألتي أجريت في تونس، ماري جو أبو جودة لاعبة نادي مون لاسال ألتي أحرزت الميدالية الذهبية في فئة الناشئات (20 سنة وما دون) في سيف المبارزة، لين جدعون لاعبة نادي مون لاسال، ألتي أحرزت لقب بطولة العرب لفئة الشبلات (17 سنة وما دون) في سيف المبارزة. هذا غيض من فيض، وقافلة أجيال الأرز تَطول.
نعم، أنتم وأمثالكم من الجهاديين الأجلاء، تبنون على الصخر قلاع لا تطالها الأيدي القذرة ولا النفوس الحقيرة ألتي تحاول الإستئثار والتصلبط وإغتصاب القطاع الرياضي لأسباب غير رياضية، تَجهدون ليل نهار لإعلاء المستوى الرياضي للأجيال في الوطن، وبعض العقول تجرّنا إلى العصر الحجري الذي لا يَليق إلا بهؤلاء البعض، لأن مذبلة التاريخ الرياضي تنتظر أمثالهم.
مع إحترامي للأجلاء. أَنا أَشتغل في الثوابت الرياضية الوطنية لا في المتغيِّرات الآنيَّة، وأَرفع صوتَ قلمي كاشفًا مثالبَ مَن أَوصلوا الرياضة إِلى بداية إنهيارها. والآتي قريب مع أصحاب الكفاءة.

بقلم : عبدو يوسف جدعون (الدكوانة)