NOUHAD CHACEIR

التنس في لبنان

TENNIS AU LIBAN

نهاد شقير

نهاد فيكتور شقير

اداري لبناني بارز في الاتحاد اللبناني للتنس

امين عام الاتحاد 2001 - 2005

امين صندوق اللجنة الاولمبية اللبنانية لغاية 19-12-2004

نقلا عن موقع السيد نهاد شقي

( ارقى وصف لتلك المرحلة )

نادي المتخرجين وذروة أيامه في لعبة التنس.

بيروت في خمسينيات القرن العشرين، تنضح حلاوة وتتألق بألوانها! بيروت، حيث وجد إختلاط الثقافات الخاص بمنطقة البحر الأبيض المتوسط ملاذاً مشمساً، بعد أن كان خسر سميرنا (إزمير) في العام 1923، والإسكندرية في العام 1956. بيروت، بجامعاتها العريقة، وأسواقها، وسياراتها الأميركية، وأشجار الكينا في أرجائها، مدينة إستضافت مباريات نوعية في التنس ما بين العامين 1954 و1962، في ملاعب الطين (الأرضية الترابية) التابعة لنادي متخرجي الجامعة الأميركية، نادٍ يضمّ نخبة الأشخاص الذين أنهوا دراستهم في هذه الجامعة المرموقة...

وبدعم مالي من شركات يملكها متخرجون ويديرونها، أمثال إميل البستاني ونجيب علم الدين، كان مهرجان الربيع للتنس في بيروت يُنظَّم في شهر نيسان (أبريل) من كل عام، متى يصبح المناخ عليلاً في المدينة الساحلية.

كانت حقبة خاض أشخاص خلالها مباريات التنس، حاملين مضارب خشبية ثقيلة، ومرتدين قمصان "بولو" وسراويل قصيرة بيضاء مخصصة لهذه الرياضة. وكانت مرحلة، غابت فيها أشواط كسر التعادل، والإستراحات بين أشواط المجموعات، والآلات الثاقبة للنظر (عين الصقر) التي تُستعمَل لتحديد ما إذا كانت الكرة تجاوزت الخطوط عندما تصعب رؤية آثارها، وغاب فيها النقل التلفزيوني للمباريات. وكان الإستمتاع بالمواجهات التي ضمّت أفضل اللاعبين يتطلّب الذهاب إلى رأس بيروت، وتناول الغداء في مطعم "فيصل" مقابل المدخل الرئيس للجامعة، ومن ثم السير شرقاً في إتّجاه الملاعب الثلاثة التابعة لنادي المتخرجين، وتمضية بعضٍ من ساعات بعد الظهر في مراقبة أفضل اللاعبين "الهواة"، إذ يتنافسون على الصيت والشهرة، وعلى مبلغ زهيد من المال يسمح بتغطية نفقاتهم. بعد ذلك، ومع إنتهاء الحدث، كان ينبغي التوجّه إلى فندق "سان جورج" عند الواجهة البحرية لإحتساء مشروب، ولإستمتاع بغروب الشمس وإنحدارها ببطء في عرض البحر، ومشاهدة جبل صنين الشامخ (جبل لبنان)، المكسو بلون فريد يتراوح بين الزهري والرمادي... ولا شك في أن أمسية الرخاء في بيروت ما كانت لتكتمل من دون عشاء لبناني تقليدي في مطعم "العجمي" في قلب الأسواق.
وما كانت لتفسد متعة بعد ظهر كهذا إلا الرياح الشرقية الصحراوية المحمّلة بالرمال. (ففي لبنان، يعرف الجميع أن كل ما هو جيّد يأتي من الغرب، من نسيم عليل، وأمطار مفيدة، وثقافة تعلّم وعمل دؤوب. أما الشرق، فلم يحمل إلاّ الاضطرابات السياسية، والمواقف المتطرّفة الصاخبة).

بيروت الخمسينيات والستينيات مدينة لم تحاصرها ضواحٍ تعجّ بأشخاص طائفيين (متشددين) وملتحين، ولم تكن تعرف إقفالاً شبه يومي لطريق المطار، علماً أنّ طائرات تعود إلى أكثر من 55 ناقلة جوية عالمية كانت تهبط في ما كان يُعرَف آنذاك باسم مطار بيروت الدولي. وفي تلك الحقبة، كانت بيروت محاطة ببساتين الليمون في الضواحي الجنوبية، وأشجار الصنوبر في اليرزة وبيت مري. هكذا كانت الأيام الذهبية، التي لا يمكن لأي أرقام وعلامات أن تصوّرها. ومع ذلك، إسمحوا لي بأن أقدّم لكم ما أعتبره السجل الوحيد المتوافر عن دورات التنس التي نظّمها نادي المتخرجين.

برمانا تحت أشجار الصنوبر - 2011

هذا الموقع يأخذني في الخيال إلى ذكرى طيّبة أضفت رونقاً على شبابي في لبنان، فترتبط به نتائج البطولات الدولية التي زيّنت هذا البلد قبل إندلاع الحرب الأهلية (1975 - 1990). لقد وضعتُ فيه نتائج لقاءات رياضية جمعتُها بتأنٍ من صحف يومية قديمة، ومن برامج مباريات مهترئة، ومن ملاحظات كتبتُها خلال مراهقتي. إنه موقع يحاول (إعادة) رسم إطار لعبة التنس في ذلك الزمن، ويخلّد ذكرى سعيدة لسنوات ذهبية في بلدنا.

إلى كلّ الأشخاص الذين سلكوا في أوج حرّ شهر آب الطريق المتعرّجة التي تربط العاصمة بيروت ببلدة برمانا، للجلوس على المدرّجات الموقتة المصنوعة من الخشب الأبيض، تحت ثلاث شجرات صنوبر، والإستمتاع بالمباريات، ستوقظ كلماتي هذه كمّاً هائلاً من الصور، بدءاً بالملعب الصغير ذي الأرضية الرملية، فضلاً عن الجدار المصنوع من حجر قديم الذي يحدّه من ناحية الشرق وتثقبه شجرة صغيرة غريبة في الوسط، مروراً بالخطوط البيض غير المستقيمة المرسومة بالكلس على أرضية رملية حمراء، وصولاً إلى الظل المريح لأشجار الصنوبر العملاقة الذي يخيّم على المدرجات. ويطغى على هذا المشهد غناء الزيز الصاخب الذي يتضاعف حين تشتد أشعة الشمس. وفي الأعلى، ينبعث صوت خلفي من الطريق الرئيسة المطلّة على ملعبي التنس ويمزج ما بين الهدير القوي لسيارة أميركية ذات محرك بثماني أسطوانات وبين الرنين الخافت للملاعق الطويلة التي يحملها محبو "موس الشوكولا" الذين يتناولون أكوابه عند كنعان، ذلك العجوز البخيل. ومن وقت إلى آخر، تُسمع أصوات طلاب يقرأون في صف إكمال من مبنى المدرسة الموجودة تحت ملعبي التنس.

كان نادي برمانا الرياضي يعدّ جزءاً من مدرسة برمانا العالية "برمانا هاي سكول" التي تأسست منذ مئة عام والتي تدرّس باللغة الإنكليزية، الأمر الذي يعتبر شاذاً في هذه المنطقة من جبل لبنان التي تطغى عليها مدارس الإرساليات الفرنكوفونية. وفي شرق أوسط تأخر في مواكبة أوروبا المجاورة والعريقة، جذب لبنان الذي كان متقدماً على المستويين الثقافي والتربوي، طلاباً من البلدان العربية المجاورة فدرسوا في برمانا كما في بيروت في جامعتين عريقتين الأولى أميركية والثانية يسوعية كانتا تعجّان بنخب متلهفة لمتابعة تحصيلها العلمي العالي. ومن هنا يمكن تفسير التنوّع الفريد للجمهور الذي يعلّق على مباريات التنس باللغة العربية والفرنسية والإنكليزية، ويمزجون بينها فيما كل واحد يتميّز بلهجته الخاصة التي لا ننسبها إلى مناطق أو بلدان بل إلى مدن. فكانوا يقولون فلان لهجته دمشقية وهذا لهجته طرابلسية أو حمصية، وهكذا دواليك للأشخاص القادمين من مدينتي حيفا والإسكندرية أو بلدان الخليج الذي كان لا يزال إسمه الخليج الفارسي. كان هذا الجمهور يملأ المقاعد على مدى سبعة أيام عامرة بالسعادة، بما فيها يوم الإثنين الذي يشهد لقاءات غير حماسية ضمن الدور الأول، بدءاً من مجموعة من المشجعين المسمرين في مقاعدهم قبل بداية المباريات (عند الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر) حين تبدأ الجولة الأولى من المباراة، وصولاً إلى المئات من الأشخاص الذين يتهافتون خلال عطلة نهاية الأسبوع لحضور النهائيات. كما إعتلى الأشخاص الذين وصلوا متأخرين، الجدران المطلة على الملعب المركزي الذي على رغم تواضع مقاساته كان يعتبر بالنسبة إلينا مثل ملاعب رولان غاروس وويمبلدون. لم يكن الناس يملكون أجهزة تلفاز في منازلهم ليشاهدوا يومياً من على أرائكهم المريحة النقل المباشر للمباريات، التي تقرّبهم من نجوم الملعب. فلم يتمّ إختراع هذا الترف إلا في الثمانينات فيما كان بوسعنا في برمانا أن نرى عن كثب وعلى بعد أمتار قليلة اللاعبين الذين يملكون موهبة عالية وهم يزاولون رياضتهم.

كان هذا زمن "تنس الهواة" التي يتبارى فيها لاعبون بارعون يرتدون لباساً أبيض ولا يتنافسون سوى من أجل المجد وكأس من فضة. وكانوا يحصلون على بعض النقود من أجل تغطية تكاليف تنقلهم. غير أنّ ذلك لا ينطبق على أفضل 10 أو 15 لاعباً على الصعيد الدولي الذين يحصلون "من تحت الطاولة" على مبلغ نقدي أكبر يغريهم بالمشاركة في بطولات توكيه (فرنسا) وكيتزبول (النمسا) أو برمانا.

لقد حظّرت السلطات الرياضية العليا في العالم مزاولة هذه الرياضة من أجل المال، وإعتبرت مثل هذا السلوك "عار الهواية"، لا سيما أن لعبة التنس عموماً لم تكن بلغت بعد عصر الدورات المفتوحة التي يتبارى فيها اللاعبون للحصول على جوائز نقدية أصبحت سريعاً مجزية ومغرية جداً، ما زاد من إثارتها.

من عام 1950 إلى عام 1967، أرسل منظمو البطولات المناطقية موفدين لاختيار لاعبين في باريس أو لندن حيث يشارك النجوم من أجل شهرتهم ومسيرتهم وتعزيز سجلهم. في حالة برمانا، يجدر بالمندوب أن يضيء على مفاتن لبنان، وأن يتحدّث عن مناخه وطبيعته وشواطئه وقربه مواقعه المميزة من المطار الدولي وأن يسوّق نضارة جباله وهواءها. كما يجب أن يلتقي مع منظّم بطولة إسطنبول وينسّق معه كي يستحق إنتقال النجوم الذين يتمّ جذبهم من خارج أوروبا الشرقية على مدى أسبوعين متتاليين، إلى المشرق العناء. وكان ميشال قرطاس هو المندوب اللبناني، وهو رجل حاسم وحازم طبع البطولة بنشاطه المتواصل. وقد حلّ مكانه شوقي فريحة الذي الذي تميّز بلطفه.

وفي بيروت كان تجرى مباريات دورات متخرجي الجامعة الأميركية في نادٍ موجود في وسط المدينة خاص بقدامى الجامعة، التي تعتبر واحة من الإحترام والتعايش في بلد تطغى عليه الفردية. في هذا المكان، حلت أشجار الدلب وأشجار البلوط مكان أشجار الصنوبر في برمانا، وأعطت طابعاً لذيذاً وعالمياً لهذا الحدث الرياضي.

في ذلك الزمن الجميل، كان لبنان منشغلاً بسحر جمال اللاعبات الألمانيات (من يستطيع نسيان الشقيقتان بودينغ أو المغناج هيلغا شولتز) وليس بالخوف اليومي من المسلحين الملتحين. كان ذلك زمناً جميلاً حين كان رجال الدولة لا يزالون مدنيين متعددي اللغات يتابعون منافسات "حضارية". كان زمناً جميلاً حين كان لون كرة التنس لا يزال أبيض والسماء أكثر زرقة وأشجار الصنوبر أكثر وفرة وهوايتنا خفيفة الظل. إنها وقفة حنين ومساحة للأرقام والنتائج.

المستقبل - الاحد 30 أيلول 2012 - العدد 4475 - رياضة - صفحة 23

 

نهاد شقير لـ "المستقبل": لا أرغب في العودة إلى إتحاد التنس.. وهذه هي الأسباب

يعتبر نهاد شقير أحد كفاءات الرياضة اللبنانية، التي يشهد لها بالنزاهة والخبرة والمعرفة. وهو من الكادرات الرياضية التي لا تحتاج الى شهادة من أحد، فتاريخه الحافل يتحدث عن مناقبيته وجدارته في العمل الإداري. واليوم وفي ظل انهماك أوساط لعبة التنس في التحضير للانتخابات المقبلة للهيئة الإدارية للإتحاد، يبرز إلى الواجهة مجددا اسم نهاد كأحد الأشخاص القادرين على لعب دور كبير في النهوض بالتنس اللبناني وتطويره، لما يمتلكه من خبرة وشغف باللعبة.. لكن للأخير أسباباً تجعل من هذه العودة مسألة غير مرغوب فيها فهو أولا وأخيراً مع التداول في السلطة ومع ضخ دم جديد في جسد الاتحاد واللعبة سيؤدي حتما إلى النهوض بها.
وفي حديث لـ"المستقبل"، فنّد شقير هذه الأسباب مستعيداً شريط علاقته وذكرياته بالتنس، وهنا الحديث:
بدايةً، ذكّر شقير بتاريخه مع اللعبة، فقال: "علاقتي بالتنس قديمة، وليست وليدة اليوم، ولا سيما انني متحدر من عائلة تحب اللعبة، وأحرزت بطولات في السابق فوالدي أحد مؤسسي نادي "الألومناي" وخالي نديم مجدلاني وابن خاله لبيب مجدلاني أحرزا بطولة لبنان ما بين الثلاثينيات والأربعينيات. أما بالنسبة للاتحاد فتعود علاقتي به الى مطلع الثمانينيات، "حين التحقت باللجنة الفنية للاتحاد، وكنت الجندي الأول في معركة المحافظة على اللعبة خلال سنوات الحرب العبثية. وفي نهاية الحرب، كنت على رأس اللجنة الفنية للاتحاد، وأقنعني امين سر الاتحاد، حينئذٍ، اميل يزبك بالدخول الى الهيئة الإدارية، وهذا ما حدث بالفعل".
ويتابع شقير: "بداية، قام الاتحاد على أكتاف ثلاثة عناصر نشيطة وفاعلة، حينئذٍ، رياض حداد، في الكسليك، نهاد شقير، في اليرزة، وسامر الجردي في الجامعة الأميركية، وفي هذه الفترة أقنعني يزبك، أيضاً، انه، وباعتبار حداد الأكبر سناً، فانه سيتولى رئاسة الاتحاد بداية، على ان يكون المنصب مداورة بيني وبينه كل سنتين (مدة ولاية الاتحاد حينئذ)، وان يتم التحضير لتولي شقير الموقع عينه بعد فترة".
وذكّر شقير بأن "مقر اتحاد التنس انتقل إلى مكتبي ما بين عامي 1986 و1998". وتابع: "عدّلنا القانون الداخلي للاتحاد، فباتت اللجان الإدارية تتغير كل 4 أعوام بدلاً من عامين، وللأمانة نسيت في تلك الفترة مسألة الرئاسة وانصرفت الى عملي في امانة السر غير مبالٍ بهذا الأمر ومفضلاً الاستمتاع بعملي وانتاجيته".
ولفت شقير الى ان موازنة الاتحاد لم تكن تتعدى الـ20 الف دولار لدى تسلمه امانة سره، علماً ان "جزءاً كبيراً من هذه الموازنة كنت ادفعه انا ويزبك ونؤمن باقي الموازنة من مساعدات الاتحاد الدولي والاشتراكات البسيطة التي تدفعها النوادي". اضاف: "لم يصبح الاتحاد قادراً على الوقوف على قدميه سوى عام 1993 وتصاعدت موازنته حتى بلغت عام 1997 نحو 250 الف دولار، واستمر الحال كذلك حتى عام 2000 إذ كانت واردات كأس دايفيس تغذي صندوق الاتحاد بشكل أساسي بالإضافة إلى عائدات النقل التلفزيوني وبرنامج تطوير الناشئين (..)".
وتابع شقير: "عملنا طوال الفترة الماضية من دون تعب، وانصرفنا الى اعداد وتخريج المدربين والحكام وانجزنا التصنيف الالكتروني بعد ان بات دور اللجنة الفنية فاعلاً وأساسياً في تنشيط اللعبة ووسعنا قاعدة الناشئين والناشئات في الفئات العمرية كافة، وكنا 7 نواد حين تسلمنا الاتحاد وارتفع عددنا تدريجيا".
وأوضح: "وبات لاتحاد التنس سمعة طيبة، إلى ان برز التباين في خطط العمل بيني وبين بعض أعضاء الإتحاد، وربما كان السبب يعود الى الخلفية العلمية والثقافية. اختلفت معهم على نقاط رئيسية أبرزها: أولاً إنشاء المركز الوطني للتنس، الذي رفض رفضاً قاطعاً، علماً أنه كان سيتيح لشريحة كبيرة من الناشئين الموهوبين ممارسة اللعبة مجاناً وصقل قدراتهم، كما رفضوا المبادرة إلى مساعدة بعض النوادي المحتضِرة مثل الماسترز الذي اقترحت "إنعاشه" وتعيين مدرب اتحادي له. ثانياً، برز خلاف بشأن تسويق اللعبة إذ أُعطيت الأولوية للدورة الدولية للتنس في الـ"
Atcl" على حساب برامج أخرى لا تقل أهمية وبينها تشكيل منتخب نسائي وإعداده للمشاركة في كأس الاتحاد للسيدات، وهي إحدى أبرز المسابقات في العالم، وهنا اعترف بتراجعي عن وجهة نظري في هذا الشأن لقناعتي بأن نجاح الدورة الدولية كان سيصب في الخانة عينها. ثالثاً الشكوى من بعض المبادرات التي كنت أقوم بها في سبيل تنشيط اللعبة ونشرها إذ اعتبرها البعض فردية".
وقال شقير: "خرجت من أوساط التنس لانني أحسست بصراحة بتخلي أعضاء الاتحاد عني، وانا الذي قدمت له طوال 20 عاماً مالي وجهدي ووقتي وسمعتي ومصداقيتي. علما ان بعض الظروف تضافرت، أيضاً، لتدفعني الى ترك اللعبة أبرزها عودتي إلى عملي وظروف خاصة، فضلاً عن الحدث الذي ترك أثراً عميقاً في نفسي وهو وفاة والدتي وما رافق فترة مرضها من معاناة".
وحول الشائعات عن عودته إلى الاتحاد قال شقير ان "الشرط الحقيقي لنهضة التنس اللبناني هو إعادة نشر اللعبة في مختلف المناطق والأندية على مساحة الوطن، وليس حصرها في ناد أو ناديين كما هو الحال حاليا حيث تتوزع الأنشطة بين ناديي الكسليك وبرمانا".
وأضاف شقير انه يؤيد مشروع تطوير متكامل يسير وفق اتجاهين: الأول هو المحافظة على نشاط أندية الطليعة وتطويره، والثاني هو النهوض بأندية الظل وتأمين مقومات النجاح لها من مدربين وتجهيزات وغيرها من أدوات التطوير، وذلك بالتعاون مع الإتحاد الدولي للعبة، الذي يساعد على صقل المدربين عبر دورات إعداد يقيمها سنوياً، وينبغي ان نستفيد من ذلك لتوسيع كادر المدربين المحليين القادرين على تخريج أبطال في لعبة التنس".
ويؤكد شقير أنه لا يرغب في أي حال من الأحوال العودة لانه يريد أن يأتي أعضاء جدد إلى الاتحاد غير محسوبين على هذا أو ذاك هدفهم الاول والاخير هو النهوض باللعبة، ولانه أيضا لا يريد أن يبدأ من جديد إعادة بناء ما سبق أن عمل على تنفيذه من خطط طوال سنوات عمله في الاتحاد أوصلت اللعبة إلى أبرز المراتب ولا سيما في التسعينيات، حين حقق الثنائي علي حمادة وهشام زعتيني نتائج رائعة للبنان في مسابقة كأس دايفيس، " هذه الخطط والانجازات التي جرى تدميرها في المرحلة الماضية".
 

"مسرحية" أقصته عن الأمانة العامة لاتحاد التنس

10 / 02 / 2005
محمد فوّاز

جرف الـ"تسونامي" مناطق آسيوية عن بكرة أبيها، وفي لبنان أتى الخلاف بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية على ما تبقى من رصيد للرياضة في هذا البلد، والمؤسف ان ضحايا هذا الخلاف، في بعض المرات، كفايات إدارية يشهد لها بالنزاهة والخبرة والمعرفة.

وفي ظل تطور الخلاف بين الوزارة واللجنة الأولمبية والفرز الذي أوجده بين الاتحادات، برزت في الفترة الأخيرة تصرفات لـ"حزب الوزير" جردت أصول التعاطي الإداري الرياضي من ورقة التوت التي لا تزال بعض الاتحادات تحاول المحافظة عليها ولا سيما بعد ان اوعز "الحزب" الى رئيس اتحاد التنس رياض حداد بإبعاد امين سر الاتحاد نهاد شقير، وهو أحد الكادرات الرياضية التي لا تحتاج الى شهادة من أحد، فتاريخه الحافل في الاتحاد يتحدث عن مناقبيته وجدارته في العمل الإداري.

واللافت ان "مؤامرة الإبعاد" تمت ضمن مسرحية متقنة السيناريو لعب خلالها بعض اعضاء الاتحاد دور الأبطال فقط كرمى لعيون الوزير ونكاية بنهاد المحسوب على الخط المنافس والقريب من الجنرال، علماً ان سيناريو المسرحية لم ينته بعد إذ من المفترض ان يشغل حداد موقعاً متقدماً في معركة انتخابات اللجنة الأولمبية وان يكون مقاتلاً شرساً في "خندق الوزير".

ونهاد في هذه الأيام ليس نهاداً الذي نعرفه، فـ"نكران الجميل" عزّ عليه، ونسيان جهوده في الاتحاد الذي يحب ترك أثراً عميقاً في نفسه ولا سيما ان بعضهم برر "مسرحية الإبعاد" بضرورات صيانة العلاقة بالوزير وما يستتبعها من مجاملات تؤمن الحصول على مكرمات الوزير أو المساعدة التي تحولت ـ مع الآسف ـ بازاراً في سوق البيع والشراء الرياضي. شقير "فشّ خلقه" لـ"المستقبل"، في حديث صريح، عبّر خلاله عن أسفه للتركيبات التي رافقت الانتخابات الأخيرة للاتحاد وأدت إلى خروجه من الاتحاد بعد نحو 20 عاماً لم يسمع في نهايتها كلمة "شكراً" من أحد. وهنا الحديث مع امين السر السابق لاتحاد التنس:

بدايةً، ذكّر شقير بأن "علاقتي بالتنس اللبناني قديمة، وليست وليدة اليوم، ولا سيما انني متحدر من عائلة تحب اللعبة وأحرزت بطولات في السابق فوالدي أحد مؤسسي نادي "الألومناي" وخالي نديم مجدلاني وابن خاله لبيب مجدلاني أحرزا بطولة لبنان ما بين الثلاثينات والأربعينات. أما بالنسبة للاتحاد فتعود علاقتي به الى مطلع الثمانينات، "حين التحقت باللجنة الفنية للاتحاد، وكنت الجندي الأول في معركة المحافظة على اللعبة خلال سنوات الحرب العبثية.

 وفي نهاية الحرب، كنت على رأس اللجنة الفنية للاتحاد، وأقنعني امين سر الاتحاد، حينئذٍ، اميل يزبك بالدخول الى الهيئة الإدارية، وهذا ما حدث بالفعل". وتابع شقير: "بداية، قام الاتحاد على أكتاف ثلاثة عناصر نشيطة وفاعلة، حينئذٍ، رياض حداد، في الكسليك، نهاد شقير، في اليرزة، وسامر الجردي في الجامعة الأميركية، وفي هذه الفترة أقنعني يزبك، أيضاً، انه، وباعتبار حداد الأكبر سناً، فانه سيتولى رئاسة الاتحاد بداية، على ان يكون المنصب مداورة بيني وبينه كل سنتين (مدة ولاية الاتحاد حينئذ)، وان يتم التحضير لتولي شقير الموقع عينه بعد فترة".

وذكّر شقير بأن "مقر اتحاد التنس انتقل إلى مكتبي بدءاً بين عامي 1986 و1998"، من دون ان ينسى "توظيف الاتحاد سكرتيرة للمساعدة على تسيير شؤون العمل في عام 1993". وتابع: "عدّلنا القانون الداخلي للاتحاد، فباتت اللجان الإدارية تتغير كل 4 أعوام بدلاً من عامين، وللأمانة نسيت في تلك الفترة مسألة الرئاسة وانصرفت الى عملي في امانة السر غير مبالٍ بهذا الأمر ومفضلاً الاستمتاع بعملي وانتاجيته".

ولفت شقير الى ان موازنة الاتحاد لم تكن تتعدى الـ20 الف دولار لدى تسلمه امانة سره، علماً ان "جزءاً كبيراً من هذه الموازنة كنت ادفعه انا ويزبك ونؤمن باقي الموازنة من مساعدات الاتحاد الدولي والاشتراكات البسيطة التي تدفعها النوادي".

 اضاف: "لم يصبح الاتحاد قادراً على الوقوف على قدميه سوى عام 1993 وتصاعدت موازنته حتى بلغت عام 1997 نحو 250 الف دولار، واستمر الحال كذلك حتى عام 2000 إذ كانت واردات كأس دايفيس تغذي صندوق الاتحاد بشكل أساسي بالإضافة إلى عائدات النقل التلفزيوني وبرنامج تطوير الناشئين (...) حالياً تراجعت الموازنة لتبلغ 70 الف دولار بسبب توجه الاتحاد الحذر من تطوير البرامج والأنشطة في هذه الظروف المعيشية الصعبة، وذلك بتوجه من رياض حداد".

تابع شقير: "عملنا طوال الفترة الماضية من دون تعب، وانصرفنا الى اعداد وتخريج المدربين والحكام وانجزنا التصنيف الالكتروني بعد ان بات دور اللجنة الفنية فاعلاً وأساسياً في تنشيط اللعبة ووسعنا قاعدة الناشئين والناشئات في الفئات العمرية كافة، وكنا 7 نواد حين تسلمنا الاتحاد وبات عددنا اليوم بفضل الجهد الذي بذلناه 29.

 وبات لاتحاد التنس سمعة طيبة حتى ان بعض اعضائه، وبينهم علي توبة الذي صوّت ضدي، والذي كنت أراه فقط لأعرّف عنه بوصفه مصنفاً أولاً في لبنان في الفترة التي لعب فيها وذلك ليطلب تأشيرة سفر الى إيطاليا".

ولاحظ نهاد انه "قبل 3 أو 4 أعوام بات واضحاً التباين في خطط العمل بيني وبين حداد، وبرأيي، ربما كان السبب يعود الى الخلفية العلمية والثقافية المختلفة تماماً لكلينا".

وأوضح: "اختلفنا على 3 نقاط، أولاً إنشاء المركز الوطني للتنس، الذي رفضه رفضاً قاطعاً، علماً أنه كان سيتيح لشريحة كبيرة من الناشئين الموهوبين ممارسة اللعبة مجاناً وصقل قدراتهم، كما رفض حداد المبادرة إلى مساعدة بعض النوادي المحتضرة مثل الماسترز الذي اقترحت "إنعاشه" وتعيين مدرب اتحادي له. ثانياً، برز خلاف بشأن تسويق اللعبة إذ أعطى حداد الأولوية للدورة الدولية للتنس في الـ"جشء" على حساب برامج أخرى لا تقل أهمية وبينها تشكيل منتخب نسائي وإعداده للمشاركة في كأس الاتحاد الدولي للسيدات، وهي إحدى أبرز المسابقات في العالم، وهنا اعترف بتراجعي عن وجهة نظري في هذا الشأن لقناعتي بأن نجاح الدورة الدولية كان سيصب في الخانة عينها، علماً ان حداد لم يقتنع بان وظيفة الدورة الدولية ليس فقط ان تكون واجهة الأنشطة بل ينبغي ان تكون المحرك الأساسي للعبة.

 ثالثاً كان حداد دائم الشكوى من بعض المبادرات التي كنت أقوم بها في سبيل تنشيط اللعبة ونشرها، وربما لم يكن مرتاحاً إلى الدور الكبير الذي كنت أقوم به، وعتبي هنا ان رياض لم يكن يصارحني ببعض الأمور بل كان يشكو أمره الى بعض الأشخاص من حوله، والذين لم يقوموا سوى بتوسيع الهوة بيني وبينه، علماً انني كنت اطلعه على كل عمل قبل ان أقوم به".

واعتبر شقير ان "الجرّة انكسرت حين دافعت عن مكرم علم الدين، إذ كنت مصراً على الاقتراع له بوصفي عضو شرف، وهنا وقف كل أعضاء الاتحاد ضدي لقناعتهم بحاجة الاتحاد الى الأموال، وتفضيلهم عدم خسارة المساعدة التي تدعم بها الوزارة الاتحادات الوطنية، ورفض اعضاء الاتحاد بشدة ان امثلهم في انتخابات اللجنة الأولمبية. صارحت الأعضاء بالأمر وذكّرتهم بأنني مثلتهم طوال الفترة الماضية من دون ان اورطهم بأي خلاف او مشكلة، وهذه المرة هي الأولى التي طالبت فيها بشيء لنفسي لرغبتي بالاقتراع لمكرم صديقي وحليفي في مختلف المعارك التي خضتها".

وقال شقير: "بصراحة أحسست بتخلي الاتحاد عني، وانا الذي قدمت له طوال 20 عاماً مالي وجهدي ووقتي وسمعتي ومصداقيتي. وأيقنت هنا ان رياض يعطي الأولوية لناديه وللوزارة، وأنه يريد مني ان امارس مهماتي الروتينية في أمانة السر من دون الالتفات الى اي شأن آخر". أضاف: "بعد شهر فقط تغيّر موقف الاتحاد، فمنحوني التفويض بعد ان دعم النائب وليد جنبلاط بقاء مكرم في اللجنة، وهنا رفضت التفويض رفضاً قاطعاً (...) بعض الظروف تضافرت، أيضاً، لتدفعني الى ترك اللعبة أبرزها عودتي إلى عملي وظروف خاصة، فضلاً عن الحدث الذي ترك أثراً عميقاً في نفسي وهو وفاة والدتي وما رافق فترة مرضها من معاناة".

 واعتبر ان "العمل الرياضي لم يعد يشكل متعة بالنسبة لي في ظل تراكم الصعوبات في وجه بعض الأشخاص المقربين مني وبينها الخطر الذي يواجه استضافة لبنان للألعاب الآسيوية الشتوية والتي كنت من أبرز المتحمسين لتنظيمها في لبنان، وملف الترشيح الضخم الذي أعددته يثبت ذلك".

وكشف انه "لهذه الأسباب مجتمعة صارحت حداد وقلت له بالحرف: بما انك باقٍ فأنا ذاهب، وإذا قررت العكس فأنا اطلب ولو لمرة أخيرة رئاسة الاتحاد (...) فسّر رياض الأمور على طريقته واعتبر انني فتحت النار عليه وهدفي هو إبعاده عن موقعه فعمد الى إجراء اتصالات بعيداً عن الأضواء بهدف انشاء حلف واسع لإبعادي عن الاتحاد".

ولفت شقير الى ان المسألة عرضت على النقاش في اجتماع للهيئة الإدارية للاتحاد، حاول خلالها الأعضاء ثنيي عن موقفي طالبين مني بان اترك الرئاسة لحداد مرة أخيرة، كما حاولوا، على طريقة "تبويس اللحى"، إقناعي بأهمية دوري في أمانة السر وتأثيري القوي في الاتحاد. طلبت من الاتحاد منحي 48 ساعة للتفكير، وفي هذه الفترة تبلغت العتب الشديد لرياض الذي اعتبر انني ادفعه نحو الخروج من الاتحاد، فأجبته بان هذا ليس اسلوبي في العمل، ولو كان ذلك صحيحاً لما ابلغته بنواياي بكل صراحة، واعتقد أن جميع من عمل معي يشهد بابتعادي عن الأساليب الملتوية في التعاطي مع الآخرين".

اضاف شقير: "حين فاق عدد الترشيحات المقاعد الانتخابية التسعة "نقز" رياض واعتبر انني وراء هذه الترشيحات الإضافية، وهنا ينبغي ان اوضح ان ترشيح المون لاسال لكريم خوري طبيعي باعتباره ابن الراحل سمير خوري صاحب الفضل على اللعبة وذو باع وخبرة في عالم التنس، ويملك من الكفاية ما يكفي لتوليه منصباً إدارياً في الاتحاد، فلماذا لا أقبل ترشيحه؟ وبعد ان أخفق جهاد سلامة في اقناع خوري بالترشح، طلب مني ان اتصل بكريم فحاولت لكنني لم أوفق بالاتصال به لوجوده في إجازة.

 وهنا طلب مني رياض ان احدد موعداً لإقفال باب الترشح، الساعة 1.00 بعد ظهر اول ايام عيد الأضحى، وبعد ان استطاع جهاد سلامة إقناع مارك كسرواني بالترشح بدلاً من كريم ارسل لنا الفاكس في تمام الثالثة بعد الظهر، وبالنسبة لنادي "الألومناي" لا بد لي من الإشارة إلى ان رياض حاربه في السابق لعدم قانونيته وتدخلت مراراً لمساعدته على ترتيب أوضاعه.

 ومن منطلق قناعتي بأن هذا النادي يمثل تاريخاً للعبة، قبلت ترشيح رمزي علم الدين مع انه وصلني في آخر لحظة، بعد ان وقع عقداً مع النادي الرياضي اعتمد بموجبه ملاعب الأخير أرضاً له، وارسل علم الدين ترشيحه يوم الجمعة صباحاً، فاتصلت برياض وقلت له ان ترشيحي علم الدين وكسرواني ارسلا بعد اقفال باب الترشيح، فجنّ جنونه واعتبر انني اتخذت الترتيبات كافة لإطاحته، وقال لي: لتكن معركة".

 واضاف شقير: "جئنا الى الانتخابات حيث اسعدني حضور الجميع وخاصة الذين كنا نرجوهم دائماً حضور اجتماعات الاتحاد، وتماماً كالفرقة الموسيقية المدركة لما تريد عزفه، صب الأخوان اصواتهم للائحة متفق عليها سلفاً، وكان لي الشرف ان انال اصوات الأشخاص الذي يعملون في هذه اللعبة وليس المحسوبين عليها، والطريف ان الذين أصررت على مشاركتهم صوتوا ضدي! وبذلك أمّنت سير الانتخابات التي تسببت بإبعادي عن الاتحاد، احتراماً مني للعمل الذي أقوم به". وابدى نهاد عتبه على "نقولا حداد الذي لم يبلغني بما كان يحاك ضدي في السر، ولو كنت مدركاً لما كان يدبر لي لكنت على الأقل نفذت ما يدور في رأسي واستقلت بمطلق حريتي". واعتبر شقير انه "كان بإمكاني صنع الكثير لتغيير مجرى الانتخابات كالاتصال ببعض النوادي التي لم تحضر وبينها ابناء نبتون.

 واستغرب حضور ناديي بودا وطبرجا الذين لم يدفعا اشتراكهما ولم يقيما الدورات منذ 3 أعوام فضلاً عن أحد أعضاء الهيئة الإدارية، علماً ان صوت واحد فقط حال بيني وبين آخر الفائزين طانيوس ناصيف".

 وتطرق شقير الى الشق المالي، فلفت الى ان "الاتحاد كان يملك في خزينته في كل الظروف فائضاً يراوح ما بين الـ20 والـ40 الف دولار معظمها من مداخيل النقل التلفزيوني وكأس دايفيس و"السبونسور" فيها. عامان فقط تعرضنا خلالهما الى عجز، في إحدى المرات كانت المصاريف والمداخيل متعادلة، والمرة التالية كانت هذا العام إذ على الاتحاد ديون بقيمة 30 الف دولار، بينهم 22 الفا لحسابي اعادوا لي منها 10 آلاف ويبقى لي بذمة الاتحاد 12 الفاً".

واعترف نهاد بتحمله مسؤولية شراء بساط مستعمل ذي مواصفات عالمية قيمته الحقيقية 25 الف دولار واشتريناه بـ12 ألفاً، وذلك بعد ان "اشارت عليّ اللجنة الأولمبية بإمكان تأمينها من الأولمبية الدولية كمساعدة. اخذت القرار بشراء البساط لحاجتنا إليه في جميع القاعات التي باتت مخصصة بكرة السلة، وقسطت الدفعة الأولى من جيبي الخاص، وكانت بقيمة 3 آلاف دولار، وساعدتني اللجنة الأولمبية بالفي دولار، وحتى الان دفعنا من ثمنها الإجمالي 7 آلاف دولار، واعترف بانني تركت هذا المبلغ ديناً على الاتحاد الجديد".

 ولفت نهاد الى ان "الإتحاد وافق على شراء البساط، وصوّت على قرار بهذا الشأن، وابدى بعض افراده حماسة للقرار وعلى رأسهم رياض حداد الذي قال بأنه سيستعمل البساط على أرض نادي الكهرباء".

 وختم نهاد: "نتيجة لهذه المعاملة السيئة بعد كل الجهد الذي بذلته في خدمة اللعبة، سأطالب بأموالي المستحقة على الاتحاد الذي سلّفته مرات عدة، ولا اشك انهم قادرين على سداد ديني عليهم"، معتبراً ان ابعاده عن الاتحاد تم بحجة انه "لا يستطيع تأمين الأموال من الوزارة، بينما رياض حداد بإمكانه ذلك، وهذا امر مضحك ومبكٍ في آن معاً ومؤشر سلبي لما بلغته اوضاع الرياضة اللبنانية"، علماً أن الاتحاد حصل على مساعدة واحدة في السنوات الثماني السابقةبلغت 45 مليون ليرة لبنانية.
 

شقير: الألعاب الآسيوية ستؤسس لحركة رياضية وسياحية شتوية

05-02-2005 - المستقبل
تترقب اللجنة الأولمبية اللبنانية تحولات إيجابية هذا العام بعد أن عانت العام الماضي أجواء مشحونة خلفتّها نزاعات داخل بعض الاتحادات استتبعت خلافا جانبياً بين اللجنة ووزارة الشباب والرياضة. ومن أبرز المحطات المقبلة للجنة الأولمبية الجمعيتان العموميتان العادية والاستثنائية، في 18 شباط الجاري، لاقرار البيانين المالي والاداري وانتخاب اعضاء بديلين من الذين سقطت عضويتهم في اللجنة التنفيذية.

"المستقبل" التقت امين صندوق اللجنة نهاد شقير وكانت جردة حساب لأعمال العام الماضي واستحقاقات العام الجديد:

بداية، تطرق شقير الى اللقاء بين لبنان وإيران في المجموعة الآسيوية الأوقيانية الثانية لكأس دايفيس، مذكراً بأن مواجهات لبنان السابقة امام ايران كانت إيجابية ولا سيما عام 1997 والعام الماضي حين "تألق باتريك شكري بشكل لافت وقاد لبنان إلى الفوز قبل أن نخسر امام هونغ كونغ في كولومبو ونفقد فرصة التأهل للمجموعة الآسيوية الأوقيانية الأولى".

وقال شقير أن المباريات ستجري في قاعة نادي الجمهور الممتازة والمجهزة بأحدث الوسائل، علماً أن اتحاد التنس قام بتجهيزها بأرضية اشتراها خصيصاً للمناسبة. ودعا شقير الجمهور اللبناني إلى مواكبة المنتخب وشد أزره، تماماً كما فعل الايرانيون العام الماضي إذ واكب المباريات أكثر من 1200 متفرج يومياً.

وفي تقويمه لأداء اللجنة الأولمبية عام 2003، اعتبر شقير أن تطوراً لافتاً طرأ على بعض نواحي العمل فيها ولا سيما على صعيد التسويق إذ استقدمت اللجنة خبراء في هذا المجال قاموا بتدريب بعض الكادارات اللبنانية.

وبالنسبة للإعداد للالعاب الآسيوية الشتوية، أكد شقير أن الاستعداد جارٍ لها، واللجنة بصدد توقيع اتفاق مع سلوفينيا للافادة من امكاناتها في الألعاب الشتوية إذ "ستتيح الاتفاقية للاعبينا اقامة معسكرات إعدادية هناك وصقل خبراتهم الفنية".

وعن النزاعات داخل عدد من الاتحادات والتي كانت ظاهرة العام الماضي ولا سيما أنها خلّفت نزاعاً بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة، قال شقير: "للوزارة الحق في مراقبة الشأن الرياضي والتدخل حين ترى خللاً ما، لكن شطب النوادي بسرعة قياسية وتغيير مواعيد الانتخابات أمر ينبغي التريث فيه، وأبرز الأمثلة على ذلك ما حدث في اتحاد السباحة إذ تم "سلق" الانتخابات من أجل هدف محدد هو اطاحة الاتحاد السابق ورئيسه خليل نحاس". أضاف: "لوزارة الشباب والرياضة دور أساسي أيضاً عبر الاهتمام بالمنشآت الرياضية والتدخل لتقويم أي خلل داخل الاتحادات مثل وجود نوادٍ وهمية وغيرها، وعلى الاتحادات العمل بشكل يضمن تطور الرياضة في قطاعاتها عبر الأسس القانونية السليمة".

وعن الخلاف بين اللجنة والوزارة، اعتبر شقير أن "التعاون مطلوب من الجانبين واللجنة تتفهم دور الوزارة، لكن الأخيرة تغيّب بشكل كامل التنسيق معها". وكشف أنه قام بزيارة الوزارة بناءاً على طلب رئيس اللجنة الأولمبية اللواء الركن سهيل خوري لبحث موضوع الكفالة المصرفية الخاصة بالألعاب الآسيوية الشتوية والتي لعبت الوزارة دوراً مشكوراً لدى مجلس الوزارء لتأمينها. ورأى شقير أنه لو لم يكن هناك نوايا حسنة لدى الطرفين لكانت الألعاب الآسيوية في خبر كان، معتبراً أن العلاقة بين الطرفين ليست بالسوء الذي يتصوره البعض. واعتبر أن الألعاب الآسيوية هي في أولويات برنامج أعمال اللجنة الأولمبية حالياً وهي مناسبة لإبراز الوجه الإيجابي للرياضة اللبنانية، فضلاً عن أوجه حضارية أخرى سياحية وتنظيمية وإعلامية وخدماتية. وتوقع مشاركة أكثر من 30 بلداً في المنافسات التي يستضيفها لبنان عام 2009.

وشدد شقير على دور جغرافية لبنان ومناخه في إنجاح الحدث، فقرب المسافات تساعد الجمهور على مواكبة الألعاب وإنجاحها. ورأى أن الألعاب ستكون فاتحة لحركة رياضية ـ سياحية شتوية. وذكّر بأنها المرة الأولى تستضيف غرب آسيا الألعاب التي كانت في السابق حكراً على دول غرب آسيا وخصوصاً اليابان وكوريا الجنوبية.

ورأى شقير أنه من الضروري تأليف اللجنة العليا المنظمة للألعاب ولا سيما أن نقاطاً عدة تحتاج إلى معالجة قبل الاستحقاق وأهمها البنية التحتية في المناطق الجبلية التي ستستضيف الحدث، وهذا يحتاج إلى وقت، لذلك من الضروري الإسراع في تأليف اللجنة ووضع برنامج أعمال لها يضمن نجاح الألعاب في لبنان.

وعن موضوع اتحاد السلاح، اعتبر شقير، أنه على رغم كل ما يشاع عن تقصير في هذا الاتحاد، فان مكرم علم الدين هو من الشخصيات التي لا لبس على خلفيتها الرياضية النادرة وثقافتها وخبرتها فضلاً عن علاقته الوطيدة بالوسط الرياضي المحلي. ورأى أنه "إذا كان دور علم الدين داخل الاتحاد غير كافٍ فان دوره في اللجنة الأولمبية كبير وفاعل وهذا أهم برأيي، ومن واجبنا كلجنة أولمبية وكرياضيين أن نتمسك بطاقات مثله".

TO TENNIS

عودة الى الاولمبية

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق